من هو الخضر عليه السلام
من هو الخضر عليه السلام
من هو الخضر عليه السلام؟ هو العبد الصالح الذي ذُكر في سورة الكهف، في رحلته مع موسى عليه السلام، حيث اشترط على سيدنا موسى ألّا يسأله عن أي شيء يفعله، ووافق موسى على ذلك الشرط، ولكن قام الخضر بعدد من الأفعال التي استغربها النبي المرافق له، ولم يستطع منع نفسه من السؤال عن الغاية هذه الأفعال، وعليه افترق الرجلان.
الخِضر عليه السلام هل هو حي؟
اختلف أهل العلم في نسب سيدنا الخضر، ولكن هناك إجماع بأنه أحد أبناء آدم عليه السلام، وقيل أنه بلياء بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، ولِد قبل إبراهيم عليه السلام، وقيل بأنه سُمّي بالخضر لأنه نزل بأرض جرداء لا زرع فيها، وعند مجيئه اهتزت الأرض تحته وأصبحت بقعة خضراء، ويعد العلماء الخضر نبي من أنبياء الله.
يوجد مزاعم تدّعي أنّ الخضر ما زال على قيد الحياة إلى اليوم، وأنه سيبقى حيًا إلى يوم القيامة، بل نُسجت حوله الحكايات والأساطير بأنه ساعد فلان وقابل فلان، وغيرها من الإدعاءات غير المنطقية، وفي الحقيقة لا يوجد دليل من القرآن والسنة يشير إلا أنّ الخضر ما زال حيًا، وإنما هي تصوّرات وأقاويل من صنع خيال البعض، وقاموا بإلباسها الثوب الديني ليصدّقها بعض الذين لا يملكون علمًا كافيًا، فما يدّعونه ليس من الدين في شيئ، وإنما هي ادعاءات باطلة، ليس لها أي دليل شرعي يُثبتها.
أسرار سيدنا الخضر
كان الخضر عبدًا صالحًا، تعرّف عليه الناس من خلال قصة رحلته مع سيدنا موسى عليه السلام؛ حيث بدأت القصة عندما سأل رجل من بني إسرائيل موسى ” من أعلم أهل الأرض؟”، فأجابه موسى “أنا”، فأبلغه الله تعالى بأنه وجب أن يقول ” الله أعلم”، ففوق كل ذي علمٍ عليم، وأن “هناك من هو أعلم منك”، وكان المقصود بذلك هو سيدنا الخضر عليه السلام، فما كان من موسى إلا أن طلب لقاء مَن هو أعلم منه ليستزيد علمًا.
سأل موسى ربه عن كيفية لقاء الرجل العالم، فأمره الله بأن يأخذ معه حوت في مكتل (سلة مصنوعة من ورق النخيل)، وسيلتقي بالرجل الصالح في المكان الذي سيفقد فيه حوته، فنفّذ موسى الأمر، وسار مصطحبًا معه فتاه يوشع بن نون، وفي الطريق غلبهما النعاس وناما عند صخرة، فخرج الحوت من السلة منطلقًا إلى البحر، بعد أن شرب من عين ماء يقال لها عين الحياة، فعادت إليه الروح، وعندما استيقظ موسى وفتاه أكملا مسيرهما دون تفقد المكتل، وبعد أن قطعا شوطًا بعيدًا عن المكان، علم موسى بفقدان حوته، ورجع إلى موقع الذي فقده فيه، وهناك وجد سيدنا الخضر، كما أخبره الله تعالى.
ألقى موسى السلام على الخضر، وعرّفه بنفسه، وأنه جاء ليتعلم منه، فعرفه الخضر، ولكن أخبره بأنه لن يستطيع أن يصبر على ما سيرى، إلا أن موسى أصرّ على مرافقته، وأخبره بأنه لن يخالف أوامره، فوافق الخضر على ألّا يسأله عن شيء حتى يُخبره بأمره، فبدأت رحلتهما عند شاطئ البحر، وكانت البداية عند مرور سفينة عابرة، تعرّف أصحابها على الخضر، فأخذوه معهم برفقة صاحبه من دون مقابل.
تفاجئ موسى بالخضر يقتلع أحد ألواح السفينة، فأنكر عليه هذا الفعل، كونه قابل الإحسان بالإساءة، وعندما ذكّره الخضر بوعده، اعتذر وأكملا رحلتهما، وعندما نزلا من السفينة، صادفهما طفل يلعب، فذهب إليه الخضر وقتله، واستنكر موسى من جديد قتل روحٍ من دون وجه حق، وعاد الخضر ليذكّره بالإتفاق، مما دفعه للإعتذار مرة أخرى، وتابع الرجلان مسيرهما، حتى وصلا إلى قرية رفض أهلها أن يضيفوهما، ومرّ الخضر بجدار مائل في القرية وأصلحه، وهنا اعترض موسى على إصلاح الجدار من دون مقابل، على الرغم من بخل أهل القرية، بعدها قال لموسى هذا فراقٌ بيني وبينك.
قبل الفراق، بدأ الخضر عليه السلام بتفسير ما فعله لموسى عليه السلام، فأخبره أنه عاب السفينة لأنّ هناك ملك ظالم يأخذ السفن الصالحة عنوةً عن أهلها، وكانت السفينة لمساكين يعملون في البحر، وأنه قتل الغلام لأنه لم يكن مؤمن كأبويه، وأراد الله أن يُبدلهما خيرًا منه، وأما الجدار فكان تحته كنز، وكان ليتيمين يعيشان في المدينة، وأقامه ليحفظ لهما كنزهما حتى يبلغا ويستخرجاه، وقد تكفّل بهما الله تعالى لأن أبوهما كان رجلًا صالحًا، وأنّه لم يفعل ذلك بأمره، بل هو بأمر الله، وحصل بعدها الفراق بينهما.
الخضر عليه السلام هل هو نبي؟
أجمع أهل العلم أنّ الخضر عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، واستشهدوا بقول الله تعالى في سورة الكهف: “فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا”، ومن هنا يقول أهل العلم أنّ الرحمة المذكورة في هذه الآية هي رحمة نبوة، وأنّ العلم اللّدني هو علم وحي من الله، ومعروف أنّ الرحمة وإيتاء العلم غالبًا تأتي للأنبياء، فالخضر لم يفعل أي شيء بأمره، لا سيما في أمر تعييب سفن الناس، والتعدي على أموالهم، أو قتل النفس البريئة من دون وجه حق، إلا بوحي من الله تعالى، والله أعلم.
في نهاية مقالنا نكون قد قدمنا من خلال موقع المقالات العربية بحث عن من هو الخضر عليه السلام، والخضر عليه السلام، وأسرار سيدنا الخضر، الخضر عليه السلام هل هو نبي؟