من هم المغضوب عليهم
من هم المغضوب عليهم
من هم المغضوب عليهم؟ القرآن الكريم كتاب الله أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون أعظم معجزاته، ويبدأ القرآن بسورة الفاتحة وقد سميت بذلك لأن القرآن افتتح بها وقد سميت السبع المثاني، وسورة الحمد، وسورة الصلاة، وغيرها الكثير من المسميات، وورد في سورة الفاتحة لفظ المغضوب عليهم، فمن يقصد الله عز وجل بهذا الاسم أو اللقب، مقال اليوم من المقالات العربية سيجيب.
من هم المغضوب عليهم
يقول عز وجل في سورة الفاتحة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }[الفاتحة: 7]، ويقصد بلفظ المغضوب عليهم الواردة في الآية هم اليهود ومن شابههم فهم عرفوا الحق ولكن خالفوه.
ويقول العلامة محمد بن عبد الوهاب النجدي أن لفظ المغضوب عليهم لا يقتصر فقط على اليهود بل هو لفظ شامل يتناول اليهود وكل شخص سار على خطاهم فهم يعلمون علم اليقين بأن الله هو الواحد الأحد وأن سيدنا محمد هو عبده ورسوله وما جاء به هو دين الحق وعلى الرغم من ذلك تركوا الحق وبدلوه بالباطل.
تفسير (غير المغضوب عليهم ولا الضالين للشعراوي)
قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: 6ـ 7]، ويقول الشعراوي في تفسير هذه الآيات: أنه من رحمة الله بعباده أنه علمهم ما يجب أن يطلبوه وأول شيء يجيب أنه يطلبه العبد من ربه هو أن يهديه على الصراط المستقيم، فمن تبع طريق الهداية فالله عز وجل سيعينه على إكمال هذا الطريق ويحببه بالإيمان والتقوى والصلاح، ويقول العلامة الشعراوي أن الإعوجاج عن هذا الطريق غالبًا ما يبدأ باعوجاج صغير للغاية أي ذنب صغير جدًا ولكن يقود هذا الذنب لمعاصي كبيرة.
وعن قوله تعالى: {صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يقول الشعراوي عندما يقرأ العبد هذه الآية فإنه يطلب من ربه أن يكون مع الأنبياء والصالحين والصديقين فهؤلاء هم الذين هداهم الله عز وجل للصراط المستقيم، بمعنى أن يطلب العبد من خالقه أن يهديه ليسير على ذات الطريق الذي سار عليه هؤلاء الأشخاص ليحشر معهم في الآخرة في أعلى درجات الجنة.
وعن قوله تعالى: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم} أي غير الأشخاص الذين عصوك يا رب فغضبت عليهم بمعنى أن العبد يدعو ربه أن يبعده عن الطريق الذي سار به الأشخاص الذين عصوا ربهم فكانوا من الذين أغضبوا الله عز وجل بمخالفتهم لأوامره وارتكابهم ما حرمه ربهم.
وعن قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} يقول الشعراوي أن الضالين هم الأشخاص الذين ضلوا الطريق أي أنهم تاهوا في الدنيا فاتبعوا الشيطان وابتعدوا عن الطريق المستقيم.
من هم المغضوب عليهم ابن باز
يقول العلامة ابن باز أن المغضوب عليهم الواردة في سورة الفاتحة تدل أو يقصد بها اليهود ومن سار على نهجهم، فهم عرفوا الحق ولكنهم حادوا عنه فارتكبوا المعاصي والفواحش فاستحقوا بذلك غضب الله وسخطه في الدنيا والآخرة، لذلك توجب على المسلم أن يدعو ربه أن يهديه لطريق الأشخاص المنعم عليهم ألا وهم الرسل والأنبياء والصالحين والصديقين، وأنه يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالبين ألا وهم النصارى.
من هم الضالين ولماذا
المقصود بالضالين هم النصارى، ويقول ابن كثير وابن أبي حاتم فيما نقله عن الحافظ ابن حجر أنه لا يوجد اختلاف في تفسير المغضوب عليهم ولا الضالين فكلاهما أضلوا طريق الهداية، ويلحقهم كل من اتبع طريقهم واتصف بصفاتهم وفعل أفعالهم، وعن عدي بن حاتم الطائي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اليهودُ مغضوبٌ عليهم، والنصارى ضُلَّالٌ).
ويقول الألوسي في تفسيره الذي يفرق به بين اليهود والنصارى أن اليهود هم أشد كفرًا وعنادًا من النصارى وهم أكثر خبثًا وفسادًا في الأرض، وقد كفروا باثنين من أنبياء الله وهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا عيسى عليه السلام، على عكس النصارى الذين كفروا بسيدنا محمد فقط وأمنوا بسيدنا عيسى.
ويكمل الألوسي بأن اليهود وصفوا بالمغضوب عليهم لأنهم فسدوا بعد علمهم بالحق، ولكن النصارى فسدوا وكفروا عن جهل فوصفم الله عز وجل بالضالين.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال اليوم الديني من المقالات العربية والذي حمل عنوان من هم المغضوب عليهم، وفيه تطرقنا للإجابة عن الأسئلة التالية: من هم المغضوب عليهم، تفسير (غير المغضوب عليهم ولا الضالين للشعراوي)، من هم المغضوب عليهم ابن باز، من هم الضالين ولماذا.