مدينة نيوم

مدينة نيوم، في محافظة تبوك، الواقعة بالقرب من البحر الأحمر، تقع مدينة نيوم التكنولوجية. وقد روج لهذه الفكرة ولي عهد العائلة المالكة السعودية، محمد بن سلمان، عام 2017، خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الإستثمار الذي عقد في الرياض. وعلى الفور، أعلن محمد بن سلمان نفسه عن استثمار 500 مليار دولار للمدينة الجديدة، والتي تم وضعها في إطار البرنامج السياسي للرؤية السعودية 2030، والذي يعتمد على أجندة العولمة 2030 للأمم المتحدة.

ما هي نيوم؟

يأتي اسم نيوم من اختصار “المستقبل الجديد”، حيث يتم دمج كلمتين. كلمة “نيو” تأتي بمعنى “جديد” و “م” تأتي من الحرف الأول من الكلمة العربية “المستقبل”.

ويحظى هذا المشروع الكبير الذي قدمته الحكومة بدعم مالي من الشركات والمديرين التنفيذيين، ليس فقط في البلاد، ولكن في أجزاء أخرى من العالم التي تشيد به علناً، منذ يوم تقديمه.

وفي الوقت نفسه، فإن لها أغراضًا سياسية واجتماعية وسياحية أيضًا، بالإضافة إلى كونها اقتصادية، لإعطاء صورة رائعة للمدينة والحصول على استحسان أكبر في العالم. حتى أبعد من منتقديها المحتملين الذين يرون أنها مدينة القصص الخيالية.

ماذا يوجد في مدينة نيوم

ستتكون نيوم من 10 مناطق. إحداها، والمعروفة باسم “ذا لاين”، ستكون منطقة خالية من الكربون، حيث سيتم استخدام بيانات السكان لتصميم الخدمات بما يتناسب مع احتياجاتهم.

يزعم المخططون الحضريون أن المدن الذكية الحالية تستخدم حوالي 10% من بيانات المستخدم المحتملة. وبحسب خططها، ستعمل نيوم بالذكاء الإصطناعي وستستخدم 90% منها.

إن ولي العهد يتصور مدينة يتم فيها تنظيم الخدمات مثل جمع القمامة والرعاية الصحية وجداول القطارات من خلال بيانات من مصادر مثل الهواتف الذكية وتكنولوجيا المراقبة. وتم تصميم نيوم لتكون متقدمة على المدن الذكية الأخرى، لتبدأ من الصفر بطريقة مصممة بالكامل لجمع البيانات واستخدامها لأغراض المدينة.

ومن المخطط بناء “ناطحة سحاب عمودية” بطول 160 كيلومتراً في قلب المدينة. ويُعرف أيضًا باسم “القطاع”، وسيعبر صحراء الشمال الغربي القاحلة من البلاد.

وسيحتوي مشروع المدينة المستقبلية أيضًا على شواطئ تتوهج في الظلام، ومنحدرات للتزلج، وقمر اصطناعي، وخدم آليين، وسيارات أجرة طائرة، وفقًا للكتيبات والبيانات العامة لمهندسيه المعماريين.

تأثير نيوم على اقتصاد المملكة العربية السعودية

إن العواقب الإقتصادية التي ستترتب على إنشاء نيوم في الجزيرة العربية تأتي من جانبين مختلفين. أحدهما في القطاعات والآخر في المزايا التي سيتم الحصول عليها منها.

أما فيما يتعلق بكيفية تأثر القطاعات الإقتصادية، فيمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء صناديق التنمية التي ستدعم هذه القطاعات، وهي:

مستقبل الطاقة والمياه: يشمل الإعتماد الكامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة والنقل ذات التفكير المستقبلي، بالإضافة إلى البحث والتطوير والتصنيع. بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الخضراء لتطوير القدرات المائية وتعظيم كفاءة الإستخدام.
مستقبل التنقل: يشمل المطارات و الموانئ البحرية والمركبات ذاتية القيادة/الطائرات بدون طيار وغيرها.
مستقبل التكنولوجيا الحيوية: يشمل تصنيع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية البشرية والتكنولوجيا الحيوية.
مستقبل الغذاء: يشمل مركزًا عالميًا للإبتكار في تقنيات الغذاء، بما في ذلك الزراعة بإستخدام مياه البحر والزراعة الهوائية والصحراوية والزراعة المائية.
مستقبل التصنيع المتقدم: بما في ذلك الروبوتات وتصنيع المركبات والطباعة ثلاثية الأبعاد.
مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي: يشمل تطوير صناعة السينما والتلفزيون وصناعة ألعاب الفيديو والمحتوى الرقمي وغيرها.
مستقبل الترفيه: يشمل الفعاليات الترفيهية الرياضية والثقافية والمرافق الخاصة بها.
مستقبل العلوم التكنولوجية والرقمية: يشمل تقنيات الواقع الإفتراضي والذكاء الإصطناعي والواقع المعزز ومراكز البيانات والتجارة الإلكترونية وإنترنت الأشياء.

ميزات مدينة نيوم

ومن أهم مميزات المشروع إعادة توجيه الإستنزاف الاقتصادي من المملكة نحو الوطن:

صافي الواردات إلى المملكة: ستعود القطاعات المحددة للتنمية على المملكة بحوالي 70 مليار دولار من الإيرادات، من خلال المنتجات المستوردة حاليًا من الخارج، من خلال إمكانية الإنتاج المحلي من المركبات والآلات ومعدات الإتصالات.
الإستثمارات في الخارج: سيوفر المشروع فرصاً جديدة للمستثمرين السعوديين في قطاعات لم تكن موجودة سابقاً، ضمن بيئة تتبنى قوانين تجارية مواتية ونظاماً محفزاً للنمو. ولذلك سيتم معالجة جزء من مشكلة هروب الإستثمار للخارج.
إنفاق المستهلكين السعوديين في الخارج: ستوفر المدينة وجهة سياحية محلية جديدة للمواطنين السعوديين لزيارتها، بدلًا من إنفاق أموالهم في السياحة الخارجية.

وأخيرًا، ستسترد نيوم أكثر من 500 مليار دولار خلال السنوات المقبلة من المملكة العربية السعودية وصندوق الإستثمارات العامة السعودي ومستثمرين محليين ودوليين. ومن المتوقع أن تصل مساهمة نيوم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 100 مليار دولار على الأقل بحلول عام 2030، بالإضافة إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الذي من المتوقع أن يصبح الأعلى في العالم.

هذا المشروع المستقبلي الذي قامت به حكومة المملكة العربية السعودية له أهمية أكبر للتنمية الاقتصادية ليس فقط في المملكة العربية السعودية. ولكن بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وخاصة بالنسبة لدول منطقة الخليج وكذلك الدول المجاورة مثل مصر والأردن.

وفي المقابل فإن كون المدينة ستكون منطقة حرة بحيث تتم ممارسة حقوق المواطنين والأجانب الذين يزورونها بحرية ودون تحيز، على أية حال، إنها مسألة وقت لمعرفة ما إذا كانت كل هذه الفوائد التي تبدو ممكنة بحلول الوقت الذي ينتهي فيه مشروع نيوم، قد أصبحت حقيقة واقعة.

وفي نهاية المقال ومن خلال موقع المقالات العربية، نكون قد تحدثنا مدينة نيوم، ماذا يوجد في مدينة نيوم، تأثير نيوم على اقتصاد المملكة العربية السعودية، ميزات مدينة نيوم.