مقالات دينية منوعة

تحديد اتجاه القبلة

تحديد اتجاه القبلة

تحديد اتجاه القبلة

تحديد اتجاه القبلة

 

تحديد اتجاه القبلة، القبلة هي وجهة المسلمين عند تأدية صلاتهم، ومن بداية الإسلام كانت قبلة المسلمين هي بيت المقدس في فلسطين التي يطلق عليها حاليًا اسم أولى القبلتين، وبعد هجرة النبي صلي الله عليه وسلم من مكة المكرمة للمدينة المنورة تغيرت اتجاه قبلة المسلمين لتصبح الكعبة المشرفة في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ومقال اليوم من المقالات العربية سيجيب على سؤال كيفية تحديد اتجاه القبلة؟

 

أهمية القبلة عند المسلمين

 

لا يقتصر دور القبلة كونها وجهة المسلمين في جميع صلواتهم، بل هي أيضًا من تحدد كيفية دفن المسلم، فعند دفن المسلم يجب أن يوضع على شقه الأيمن ثم يتم توجيه وجهه نحو قبلة المسلمين، كما يستحب في الدين ذبح الماشية أثناء استقبالها القبلة.

كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، لقوله صلى الله عليه وسلم :(لا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ، وَلا بَوْلٍ، وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا).

 

الحالات التي يجوز بها ترك القبلة

 

استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، ولكن حدد الشرع بعض الحالات التي يجوز بها عدم استقبال القبلة أثناء الصلاة، وتشمل هذه الحالات ما يلي:

  • المرض: فإن اصيب المسلم بمرض أعجزه عن استقبال القبلة في الصلاة فله أن لا يفعل ذلك وصلاته صحيحة.
  • الخوف: فإذا كان المسلم خائفًا وتملك الخوف قلبه كأن يكون هاربًا من شخص أو حيوان مفترس يطارده، في هذه الحالة يصح للمسلم أن يصلي بغير اتجاه القبلة فله أن يصلي بحيث يستطيع رؤية عدوه.
  • السفر: فيجوز للمسافر على متن طائرة أو باخرة أو سيارة أو دابة أن لا يستقبل القبلة في صلاة النافلة، فله أن يصلي حيث كان وجهه.

الحكمة من تحويل القبلة

 

كان بيت المقدس في فلسطين هو قبلة المسلمين الأولى، وبقيت كذلك إلا أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة للمدينة المنورة، وبعد هجرته بستة أو سبعة عشر شهرًا أمر الله عز وجل رسوله الكريم بأن يغير اتجاه القبلة ليتحول من بيت المقدس للبيت الحرام وكان ها حدث عظيم وفاصل بتاريخ الأمة، وجاء ذلك في قوله تعالى: {قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ}[البقرة: 144]، ولتغيير اتجاه القبلة حكم عظيمة نذكر منها:

  • أن المسلمون مُسلمون أمورهم للمولى عز وجل، فإذا قضى الله بأمر ما كان منهم إلا الطاعة والقبول.
  • أن الله عز وجل لا يفرض أمر إلا لحكمة ما قد نعلمها أو نجهلها، وفي كلتا الحالتين يسير المسلمون بحسب ما أُمروا به.
  •  اختبار وامتحان للمؤمن الصادق، فالمؤمن الصادق سيقبل بحكم الله دون تفكير او إعتراض، وهذا ما دل عليه قوله تعالى: {مَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ}[البقرة: 143]
  • أن أمة محمد هي خير الأمم لذلك اختار الله لها الأفضل والأخير في كل حكم.
  • مهد هذا الحدث العظيم لفتح مكة وإنهاء الوضع الشاذ الذي ساد في البيت الحرام  لسنوات طويلة.

كيفية تحديد اتجاه القبلة؟

 

يمكن أن يعرف المسلم اتجاه قبلته بعدة طرق نذكر منها ما يلي:

  • عن طريق بالشمس

من القِدم اعتمد المسلمون على الشمس في معرفة قبلتهم التي هي شرط لصحة صلاتهم، ويمكن تحديد القبلة بالإستعانة بالشمس من خلال الخروج في مكان يرى المسلم فيه الشمس، فالجهة التي تشرق منها تكون هي جهة الشرق والجهة التي تغرب منها تكون جهة الغرب، ثم يصبح من السهل على المسلم معرف الإتجاهات الأربعة، وبالطبع سيكون لديه علم مسبق باتجاه قبلته فمن علم بأنه قبلته نحو الشرق استقبل الجهة الشرقية، ومن علم أن قبلته نحو الشمال جعل الشرق على يمينه واستقبل اتجاه الشمال.

 

  • عن طريق الأنهار

تسير جميع الأنهار الكبرى في العالم (باستثناء نهري العاصي ونهر المقلوب) مع اتجاه الرياح الشمالية وهو بالنسبة للمسلم اتجاه قبلته.

 

  • عن طريق البوصلة

البوصلة من أبسط وأسهل الطرق التي تساعد المسلم في تحديد إتجاه قبلته، في البداية يفضل أن يخرج المسلم في مكان لا يوجد به أي شيء يدخل الحديد في تصنيعه؛ لأن الإبرة المغناطيسية الموجودة في البوصلة تتأثر بالحديد فلا تعطي اتجاه صحيح، ثم يقف المسلم أو أي شخص يريد معرفة اتجاه القبلة مع اتجاه الشمس وبعكس دوران عقارب الساعة، ثم يضع البوصلة بيده حينها ستبدأ الإبرة بالتوجه نحو القبلة (الشمال) ونلاحظ ذلك عندما تتجه الإبرة المغناطيسية نحو السهم الأحمر المرسوم في البوصلة.

 

  • عن طريق الأجهزة المحمولة

في وقتنا الحاضر تتوافر الأجهزة المحمولة في جميع البيوت لذلك أصبح من السهل معرفة اتجاه القبلة من خلال عدة تطبيقات أهمها تطبيق تحديد المواقع العالمي (Gps)، يالإضافة لبعض التطبيقات التي خصصت من أجل تحديد القبلة وتقديم عدة خدمات للمسلم منها معرفة مواقيت الصلاة والتذكير بموعد الأذكار وغيرها من الأمور التي تهم المسلم، ونذكر من هذه التطبيقات: تطبيق Qibla Connect، تطبيق Muslim Pro، تطبيق Ezan Vakti Pro.

 

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال اليوم من المقالات العربية والي حمل عنوان تحديد اتجاه القبلة، وفيه تحدثنا عن: أهمية القبلة عند المسلمين، الحكمة من تحويل القبلة، كيفية تحديد اتجاه القبلة؟

زر الذهاب إلى الأعلى