من هو النبي الذي لا يزال حيا
من هو النبي الذي لا يزال حيا
من هو النبي الذي لا يزال حيا؟ أرسل الله تعالى الرسل للدعوة إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، والإيمان بالرسل يعد ركن من أركان الإيمان، فمن لا يؤمن بجميع الرسل يخرج من الدين الإسلامي، وفي هذا المقال سنتحدث عن نبي لم يمت، ولا يزال حيا إلى يومنا هذا، وهو النبي الذي أجمع قومه على قتله، ولكنّ الله تعالى رفعه إليه.
النبي الذي ما زال حيا
عيسى عليه السلام هو النبي الذي لا يزال حيًا إلى يومنا هذا، فقد رفعه الله وحماه من مؤامرة قومه بني إسرائيل الذين قرروا قتله، إذ قال الله تعالى: “يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”، وعليه فإنّ سيدنا عيسى حي يُرزق إلى الآن، ولم يمُت كما خُيّل إلى بني إسرائيل، ولكن عيسى عليه السلام هو رسول الله وكلمته، وليس كما يدّعي البعض بأنه إله أو ابن الله، تنزّه الله وعلا عمّا يقولون.
ولادة عيسى عليه السلام
خلق الله تعالى النبي عيسى عليه السلام من أم دون أب، وأمه هي السيدة مريم بنت عمران الصالحة التقية العابدة، بشّرتها الملائكة بأنّ الله تعالى سيهبها ولد اسمه عيسى، وسيُبعث رسولًا إلى بني إسرائيل، وسيكون له شأن عظيم في الدنيا والآخرة، واستسلمت السيدة مريم عليها السلام لأمر ربها، وبعد معاناتها من آلام الولادة وتبعاتها، أتت إلى قومها تحمل طفلها، واتهمها القوم بفعل الفاحشة، ولكن أوحى إليها ربها بألّا تكلّم أحد، وأشارت للصبي الذي في المهد، فتكلّم، وبرّأ والدته مما اتّهمت به.
بعث عيسى عليه السلام
عاش سيدنا عيسى عليه السلام صباه وشبابه تقيًا طاهرًا، برعاية الله وحفظه، حيث حماه الله تعالى من وسوسة الشيطان ومكره، وبعد أن بلغ الثلاثين من عمره بعثه الله نبيًا إلى بني إسرائيل، وأنزل عليه الإنجيل، وكان ذلك تحقيق للبشرى التي وعد الله بها أمه قبل أن تحمل به، وكان بنو إسرائيل آنذاك غارقين في الإنحراف والضلال، مبتعدين عن المنهج الرباني الذي أنزله الله على موسى من قبل، وقد خاطب عيسى قومه بقوله أنه رسول الله إليهم، وبشّرهم بالرسول محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي سيُبعث للناس كافة، وليس لقومه فقط، كباقي الأنبياء والمرسلين، وأمرهم بإتباع أوامر الله، واجتناب نواهيه، وعلى الرغم من المعجزات التي قدمها عيسى لقومه مثل إحياء الموتى، وإشفاء الأكمه والأبرص، وكلها بإذن الله، لم يصدقه قومه، بل كذبوه، وتوعدوه بالعقاب والقتل.
محاكمة عيسى عليه السلام
قُدّم سيدنا عيسى عليه السلام للمحاكمة أمام المجلس اليهودي الأعلى، وبضغط من اليهود على الحاكم الروماني، تمّ بالإجماع إصدار الحكم عليه بالموت صلبًا، وبالفعل تمّ صلب سيدنا عيسى، وهمّ القوم بقتله، ولكنّ الله تعالى رفعه إليه، واستبدله برجل آخر شبيه له، واعتقد القوم أن نبي الله قد مات، ولكن في الحقيقة نجا النبي بروحه وجسده، وهو الآن موجود في الجنة، قال تعالى: “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهم”.
من هم الأنبياء الذين على قيد الحياة؟
لم يثبت بالقرآن الكريم أو السنة النبوية أنّه يوجد نبي ما زال حيًا بإستثناء عيسى عليه السلام، وما نُقل في الأثر منذ القِدم بأنّ هناك ثلاثة أنبياء أحياء، إضافةً إلى رابعهم عيسى هو أمر لا يؤخذ به على الإطلاق، حيث ادعى البعض أنّ إدريس عليه السلام رُفع إلى السماء، وما زال حي يُرزق، كما زعموا كذلك بأنّ الخضر وإلياس عليهما السلام ما زالا حيّين على الأرض، وكل هذه الإدعاءات لا يُؤخذ بها، فهي أخبار غير موثّقة بآيات قرآنية، أو أحاديث شريفة، وإنّما كلها من الإسرائيليات، والعلم عند الله.
في ختام مقالنا نكون قد قدمنا من خلال موقع المقالات العربية إجابة حول من هو النبي الذي لا يزال حيا، وولادة عيسى عليه السلام، وبعث عيسى عليه السلام، ومحاكمة عيسى عليه السلام، ومن هم الأنبياء الذين على قيد الحياة؟