لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام

لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام؟ أفتى عدد من كبار علماء المسلمين ومنهم الدكتور صالح السدلان، بأنّ شهادة مربي الحمام غير مقبولة، ولكن تنطبق هذه الفتوى على مَن يربي الحمام من باب اللهو واللعب، من دون هدف مشروع، أما من يربي الحمام بهدف الزينة والتجارة والإستفادة من لحومها، فإنّ شهادته جائزة وفقًا لفتوى علماء المسلمين.

أسباب عدم قبول شهادة مربي الحمام

يرى علماء المسلمين بعدم جواز قبول شهادة مربي الحمام لعدد من الأسباب، وهي ما يلي:

اللعب واللهو بالحمام من أفعال قوم لوط.
تطيير الحمام واللعب به ينتج منه الإطلاع على حرمات البيوت.
يؤدي اللعب بالحمام ومراقبته إلى تضييع الوقت، مما يضيع صلوات مربّيه.
ينتج عن اعتلاء سطوح المنازل مراقبة الناس، وكشف أسرارهم.
يمكن أن يؤدي سرقة الحمام بين المربيين إلى حدوث نزاعات متكررة.
يؤدي رمي الحمام بالحجارة إلى إلحاق الأذى بالغير.
اللعب بالحمام أمر لا فائدة تُرجى منه.

شروط قبول شهادة مربي الحمام

هناك عدة ضوابط وشروط لقبول شهادة مربي الحمام، وهي كما يلي:

إذا كان هدف الشخص من تربية الحمام اللعب واللهو فقط، فشهادته غير جائزة.
إذا كان هدف مربي الحمام التجارة فيه، والإستفادة من لحمه، دون تضييع الوقت باللعب فشهادته مقبولة.
إذا كان هدف الشخص من تربية الحمام الزينة، أو الإستفادة من الفراخ، فشهادته مقبولة، بشرط أنّ فعله لا يؤذي الآخرين.

أحاديث عن تربية الحمام

لم يحرّم الرسول صلى الله عليه وسلّم تربية الحمام تمامًا، بل أنّ رجلًا جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام شاكيًا إليه الوحشة، فقال له رسول الله: “اتخذ زوجًا من حمام تؤنسك وتصيب من فراخها وتوقظك للصلاة بتغريدها “، وهذا يدل على إباحة تربية الحمام، من أجل هدف مشروع، بينما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تربية الحمام بهدف اللهو واللعب.

فقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلًا يتبع حمامًا، فقال: “شيطان ينبع شيطانة”، وهذا لا يعني تعارض بين الحديثين، ولكن هدف المربي هو من يحدد الحكم الشرعي من فعله، فالشخص الأول طلب منه رسول الله تربية الحمام بهدف الأنس بها، واتخاذها صديقة في وحشته، وهذا الأمر مقبول ولا بأس به، أمّا الشخص الثاني فكان يجري خلف الحمام بهدف اللهو فقط، وهذا أمر مكروه، قد يصل إلى درجة التحريم، لِما يترتب عليه من المساس بالمروءة، واحتمالية الوقوع في المعاصي، وهذا يفسر لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام.

الأشخاص الذين لا تقبل شهادتهم

وضع الإسلام ضوابط معينة حتى تُقبل شهادة الشخص، وأهمها البلوغ، والعدالة، والعقل، والقدرة على الكلام، وفي ما يلي أبرز الأشخاص أصحاب الشهادت المجروحة:

الأعمى

تعد شهادة الأعمى مجروحة وغير حاسمة في الحكم، وذلك لأنّ علته تمنعه من رؤية الأشخاص والأحداث بالفعل، ولا يميّز إلا من خلال النغمة فقط.

الكافر والصبي والمملوك

لا تُقبل شهادة الكافر إلا إذا أسلم، وكذلك لا تُقبل شهادة الصبي والمملوك لأنّهما لا يمتلكان الولاية على نفسهما، أما المملوك إذا أُعتق فلا بأس من قبول شهادته.

المشهور بالكذب والمحدود بالقذف

لا تُقبل شهادة من عُرف عنه صفة الكذب، ولا تُقبل شهادة من أُقيم عليه حد القذف، حتى لو أعلن التوبة، حيث لا يُعرف مدى صدق توبته.

الأقلف

وهو الشخص الكبير الذي لم يُجري عمليه الختان بغير عذر، ولم يقبل هذا الأمر إنكارًا له، ولكن تُقبل شهادة الأقلف بعذر حقيقي، مع عدم إنكاره الشرعي لهذا الأمر.

ساب السلف علنًا

لا تُقبل شهادة مَن يسب السلف علنًا، كونه يعد من الفاسقين، واقتُرن رفض شهادة ساب السلف بقوله ذلك علنًا.

المقامر بالشطرنج والنرد

تعد المقامرة من الكبائر، لذلك لا تُقبل شهادة المقامر، أمّا من يلعب بالشطرنج والنرد ونحو ذلك من باب التسلية فقط، ولا يضيع صلواته بسبب اللعب، فشهادته جائزة.

آكل الربا

من المعروف أنّ الإسلام حرّم الربا، ونهى العلماء عن الأخذ بشهادة آكل الربا، إلا أنّ بعض العلماء ربطوا رد شهادته بإشتهاره بأكل الربا.

شارب الخمر

لا تُقبل شهادة شارب الخمر، أو ما لا يحل شربه، وشرط ذلك أن يظهر ذلك للناس، أما من اتّهم بشرب الخمر في بيته فلا تسقط شهادته، وإن كان الأمر محرمًا، إلا إذا ظهر ذلك جليًا للناس.

شهادة الأعداء

لا تُقبل شهادة العدو، فمن كان له عدو على أمور دنيوية، يمكن أن يتقوّل عليه نتيجة العداوة القائمة بينهما، لذلك من باب الإحتراز لا تُقبل شهادة الأعداء على بعضهما.

النائحة والمغنية

تُرد شهادة النائحة والمغنية لإرتكابهما أمرًا محرمًا، فقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الصوتين الأحمقين، ويقصد بهما صوت المغنية والنائحة.

المخنث

المخنث هو مَن يقوم بالأعمال التي تُشبهه بالنساء، وشهادته مردودة بسبب فسقه، وارتكاب أمر منهي عنه، سواء بالقول أو الفعل.

الزوجين لبعضهما

لا تُقبل شهادة أحد الزوجين للآخر، وذلك لأنّ المنفعة مشتركة بينهما، وبذلك يصبح الشخص وكأنه يشهد لنفسه.

الولد لأبويه وجديه والعكس

لا تُقبل شهادة الأصل لفرعه، والفرع لأصله، وذلك لأنّ المنفعة بين الآباء والأبناء مرتبطة بينهما، لذلك لا تجوز الزكاة بينهم، وعليه لا تُقبل شهادة الولد لأبويه ولجدّيه، والعكس صحيح كذلك.

في ختام مقالنا نكون قدمنا من خلال موقع المقالات العربية إجابة عن لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام، كما وضحنا أسباب عدم قبول شهادة مربي الحمام، وشروط قبول شهادة مربي الحمام، وأحاديث عن تربية الحمام، وكذلك الأشخاص الذين لا تقبل شهادتهم.