العرق هو سائل طبيعي يفرزه الجسم عبر غدد العرق لتنظيم درجة حرارة الجسم وتبريده. يحتوي العرق على الماء والأملاح والفيتامينات والفواكه والمواد العضوية الأخرى. يتكون العرق من طبقتين رئيسيتين: العرق الذي يفرزه الغدد العرقية الصغيرة في الجلد الخارجي (العرق الصغير)، والعرق الذي يفرزه الغدد العرقية الكبيرة في مناطق معينة مثل الإبطين والأماكن الحساسة الأخرى (العرق الكبير).

يكون العرق جزءًا هامًا من آلية تنظيم درجة حرارة الجسم، حيث يتم تبخيره من سطح الجلد لتبريد الجسم عندما يكون هناك ارتفاع في درجة حرارته. تزيد غدد العرق نشاطها في الظروف الحارة وأثناء ممارسة النشاط البدني للمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم صحية.

بالإضافة إلى دوره في تنظيم درجة حرارة الجسم، يمكن أن يساعد العرق في إخراج بعض السموم والفضلات من الجسم. ومع ذلك، قد يتسبب اتصال العرق بالبكتيريا الموجودة على سطح الجلد في إصدار رائحة غير مرغوبة، مما يتطلب العناية بالنظافة الشخصية واتباع إجراءات للحد من هذه الرائحة.

أسباب رائحة العرق الكريهة

تعتبر رائحة العرق الكريهة من المشكلات الشائعة التي يواجهها الكثيرون. تعتمد هذه الرائحة على العوامل المتعددة، منها:

• التعرّق: يعمل التعرّق على ترطيب الجلد وتبريد الجسم، لكن عندما يتم تفاعل العرق مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصدار رائحة غير مرغوبة.
• البكتيريا: البكتيريا الموجودة على الجلد تتفاعل مع العرق وتحوّله إلى مركبات كيميائية تسبب الرائحة الكريهة. تكاثر هذه البكتيريا قد يحدث نتيجة لعدة عوامل، مثل قلة النظافة الشخصية أو الرطوبة الزائدة.
• التغذية: تأثير التغذية على رائحة الجسم ليس واضحًا تمامًا، ولكن بعض الأطعمة ذات الروائح القوية مثل البصل والثوم قد تؤثر على رائحة العرق.
• الهرمونات: تلعب الهرمونات دورًا في تحكم معدل التعرّق وتكاثر البكتيريا على الجلد. يمكن أن يؤثر التغير في مستويات الهرمونات، مثل خلال فترة البلوغ أو الحمل، على رائحة العرق.
• التوتر والقلق: يمكن أن يزيد التوتر والقلق من نشاط الغدد التي تفرز العرق، وهذا قد يسهم في زيادة رائحة العرق.
• الأقمشة والملابس: الأقمشة التي تسمح بتراكم العرق وتجمعه تحت الملابس قد تساعد على تطوير رائحة كريهة. استخدام الملابس القطنية وتجنب الملابس الضيقة يمكن أن يساعد في التقليل من هذه المشكلة.

للتحكم في رائحة العرق الكريهة، يمكن اتباع بعض الإجراءات مثل الإستحمام بإنتظام، استخدام مزيل العرق، ارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية، والحفاظ على نظافة منطقة الإبطين والجلد بشكل عام. في حالة استمرار مشكلة رائحة العرق الكريهة على الرغم من اتخاذ هذه الإجراءات، قد يكون من المفيد مراجعة طبيب الجلدية للحصول على نصائح إضافية واستشارة طبية.